لا طحين؛ لا دواء؛ لا حياة؛ وجندي أمريكي يطلق النار على المُجوَّعين!

لا طحين؛ لا دواء؛ لا حياة؛ وجندي أمريكي يطلق النار على المُجوَّعين!
فلسطينيات

غزة/ الاستقلال

مع دخول حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة يومها الـ645، وبلوغ الحصار الخانق ومنع دخول الطعام والدواء عبر المعابر يومه ال133، يتوقّف الزمن في غزة.

 

ليس مجازًا بل حقيقة، توقف الزمن عند مشهد أمّ تُخرج يد طفلها من بين كومة قماشٍ خفيف ملطخٍ بالدم داخل خيمة ممزقة. توقّف عند جنديٍ أمريكيٍّ يرفع بندقيته ويطلق النار على مجوعٍ يزحف نحو صندوق مساعدات في جنوب القطاع، كأنه ذاهب إلى حلم.

 

في السابعة صباحًا، كانت الأرصفة في رفح الشمالية ممتلئة بأجساد منهكة، عظامٌ على شكل بشر، مصطفّة قرب مركز مساعدات (الشاكوش).

 

جاءوا على أمل أن تصل قافلة أو كيس طحين أو علبة حليب، لكن بدلاً من المساعدات، جاءهم الرصاص.

 

مجزرة مروّعة، سقط فيها 27 شهيدًا على الفور، و180 جريحًا على الأرض؛ بعضهم بقي ينزف لساعات، فلا قدرة للمستشفيات على استقبال مزيد من الجرحى، ولا طاقة للإسعافات كي تصل المكان وتنتشل المصابين.

 

المستشفيات؟ إن وُجدت، فهي في حكم العدم.

 

ممرات متسخة، دماء متيبسة على البلاط، أطباء ينهارون من التعب، غرف عمليات بلا تخدير، لا شاش، لا مضادات حيوية، لا مغذيات. يُخدَّرون بالكلمات فقط.

 

في مخيمات النزوح، لا شيء سوى القماش المهترئ، القمامة تنتشر بين الخيام، رائحتها تختلط مع روائح الجوع والجثث، والمياه الملوثة تتسلل تحت الأقدام.

 

الأطفال يتقيؤون من سوء التغذية، وتحوم حولهم أسراب الذباب كما لو أن الموت يقف على كتف كل واحد منهم.

 

لا مدارس، لا أقلام، لا مقاعد؛ التعليم انتهى، والطفولة مسروقة؛ الأمراض تتفشى كأنها وباء منزوع الرحمة: الإسهال، الجفاف، التسمم، الجرب، حمى التيفود… وكلها بدون دواء.

 

بدوره قال المكتب الإعلامي الحكومي: "المجاعة تشتد يومًا بعد يوم، وقد سُجلت عشرات حالات الوفاة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط بسبب نقص الطعام والمكملات الطبية."

 

وأوضح في بيان صحفي اليوم أن 67 طفلًا استشهدوا بسبب الجوع، و650,000 طفل دون الخامسة في دائرة الخطر من بين 1.1 مليون طفل في القطاع، مضيفًا أن أكثر من مليون وربع المليون إنسان في غزة يعيشون اليوم جوعًا كارثيًا، وما نسبته 96% من سكان القطاع لا يملكون قوت يومهم.

 

وفي الوقت الذي تُمنع فيه شاحنات الغذاء من الدخول، وتتلف الأدوية بسبب طول الانتظار، يخرج المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، ليقولها دون مواربة: "800 شخص ماتوا برصاص الاحتلال وهم يركضون خلف رغيف خبز أو كيس أرز وأن نظام المساعدات استُبدل بعملية احتيال قاتلة تهدف لتجويع الناس وإجبارهم على النزوح."

 

وذكر أن أكثر من 6 آلاف شاحنة تحمل الغذاء والدواء تنتظر منذ 4 أشهر الضوء الأخضر، ولا أحد يجرؤ على السماح لها بالدخول مؤكدًا أن الاتهامات بأن المساعدات تذهب لحماس لم تُطرح في الاجتماعات الرسمية، ولم يُقدَّم أي دليل على ذلك.

 

وفي ظل حرب التجويع يواصل الاحتلال (الإسرائيلي) ارتكاب المجازر؛ قصف على حي الزيتون، شهداء في حي التفاح، جرحى في خانيونس؛ ثلاث شهداء بينهم أطفال في شقة شرقي غزة، كل شيء يُقصف، حتى الخيام، حتى العيون المفتوحة على الموت.

 

علاوة على ذلك فقد حذرت بلدية غزة من تلوّث البحر بالصرف الصحي، بعد تضرر شبكات الضخ.

التعليقات : 0

إضافة تعليق